Senatory Poll
Pier Goodmann
PARTY SECRETERY
Vote Now

رآها ترقص فقال لها:
شاركينا الفرحة التي تجعلك ترقصين

ابتسمت و أجابت:
نرقص فرحا أو وجعا

لم يجد لذلك من رد… فرقصا معا…

كان رقصهما يوحي بفرحتين اجتمعتا فرغم تغير الإيقاعات لم تتغير ابتسامتهما في وجه بعضهما البعض و من حين لآخر انفجرا ضحكا و كأنهما خططا لذلك…

استمرا في الرقص طوال الأمسية حتى حلك الظلام و للوقت ما انتبها… لم يعلن أي منهما عن النهاية و كأنهما في تحد لا منتهي…

فجأة سقطت و تحول كل الضحك إلى دموع كالرقص لم تتوقف… دون اندهاش استقرت عيناه في اتجاه عيناها و كأنه كان ينتظر هاته اللحظة… لم يكن ما وقع غريبا عنه فحتى البكاء شاركه معها…

تابعا دون كلام حتى جفت عيناهما… و انطلقا في الحديث و كأن شيئا لم يكن… كان حديثهما عجيبا فقد كانا يتكلمان في نفس الوقت و كأن لا أحد لا يسمع الآخر… لكن في الحقيقة كانا منتبهان لكل ما يقولانه لبعضهما و ما احتاجا للصمت حتى يفهم كل منهما الآخر…

قصصهما لم تكن تتشابه لكن جوهرها كان واحدا… خيانات، حب من طرف واحد، أمل زائف، عزلة، خوف، انعدام ثقة، تضحيات في غير محلها و غيرها… لكن حالهما الآن واحد… روحين منكسرتين جراء كل ما عاشه كل منهما… تحدثا عن محاولاتهما الفاشلة في اصلاح ما حصل و عن يأسهما بعد مناورات عديدة كان هدفها التجاوز و الانطلاق من جديد…

لم يتوقفا عن الحديث حتى صار كل منهما يحس بالألم تجاه الآخر و صار هم كل منهما أهم عند بعضهما البعض… لم يعد كل منهما يحاول حل مشكلته بل يفكر كيف يفرج عن هم الآخر…

استمرا في اللقاءات و في كل مرة كانت نية كل منهما مساعدة الآخر على تجاوز ما هو فيه… من حظهما أن كلاهما لا يؤمنان بخرافة “فاقد الشيء لا يعطيه”… فأكثر من يعطي الأشياء هو فاقدها لأنه أكثر من يعرف قيمتها…

فهم كل منهما ما يحصل و مع ذلك استمرا في محاولة اصلاح كسور بعضهما البعض… في ذهن كل منهما كان ذلك هو السبيل الوحيد و الأصح… فقد فهما أن اصلاح النفس لا يتحقق حين تكون مكسورة و أن ما جربه كل منهما قبل لقاءهما كان ترميما أعادت كسره الضربات التي توالت و إن كانت بعضها خفيفة… فهما أن من مر بنفس التجارب و الأوجاع هو أكثر من يحافظ على الآخر و أكثر من يؤتمن له… وثقا في بعضهما و فيما يفعله كل منهما للآخر حتى نجحا في تجاوز كل شيء ضرهما في الماضي… فبتبادلهما لجروحهما تبادلا أصدق و أرقى المشاعر…

من رقصة لم تنتهي… إلى بكاء لا منتهي… إلى حديث لا ينتهي… إلى اهتمام و عناية لا منتهيين… و هاهي اليوم حياتاهما تمتزجان في واحدة مصيرها أن لا تنتهي… قوامها بناية الآخر لبناية الذات… و نتيجتها حب لن ينتهي… ?

#س_أ #رقص_للحياة

#خواطر_س_أ

Top Related Post

Leave A Comment

I accept the Privacy Policy

X