عصفور الأمل يحيى بعد كل ما عاشه
يوم ولد في الدنيا و اعتقد أن حريته جناحه
عصفور الأمل كان ذا ريش ناعم و مزخرف
إلى أن رآه يصير خشنا بعد أن رفرف
حلق عاليا في السماء فظن أنه من الشر قد فر
فلمح نفس التعاسة في أعين نظرائه فاضطر
ان يصطدم بهم دون قصد و صار ذلك كل يوم يتكرر
عاد إلى الأرض معتقدا مرة أخرى أنه سيبتعد عن الشر
فارتطمت جبهته بأقدام البشر
لم يأبه في البداية لكنه تألم فصبر
لم يعد يدري ماذا يفعل لكي يجعل حياته تتغير
فلا في الأرض و لا في السماء وجد أي مستقَر
احتمى من الرياح لوهلة في حرفة تحت الشجر
لكن غصونها انهالوا عليه ضربا كالمطر
انكسرت أجنحته فأيقن أن تحليقه مجددا لم يعد منتظر
قرر عدم الاستسلام لسكان الأرض و ثابر
سار أحيانا و ركض أحيانا إلى أن اعتاد الأمر
فرفعته يوما يد حنونة إليها فظن أن عناءه اندثر
أحس بالأمان لفترة لم تدم حتى لتترك الأثر
فكان مصيره قفص تضيق نفسه فيه من شدة الصغر
أكل و شرب و نام و ثار و طلب النجدة لكن لا شيء تغير
فكر مرارا في الفرار لعله من سجنه البئيس يتحرر
عزم على الهرب لكن اليد الحنونة أخرجته إليها في صباح أبكر
بقي ساكنا منتشيا حتى نسي أنه على الطيران أقدر
أعادته اليد إلى قفصه فثار مرارا حتى اعتاد أكثر
على أن يكون السجين الثائر بدل أن يتحرر